يوم القيامة فى عقيدة المسلم

الحمد لله رب العالمين، أحمده تعالى حمدا طيبا مباركا فيه كما يحب ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله جل وعلا وبالعمل ليوم القيامة امتثالا لقوله تعالى:( يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور)
أيها المسلمون: كان النبى صلى الله عليه وسلم بارزا يوما للناس، فأتاه جبريل فقال: ما الإيمان؟ قال:« الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله، وتؤمن بالبعث». فالإيمان باليوم الآخر والتصديق به ركن من أركان الإيمان، قال عز وجل:( يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا )
ومن أسمائه يوم القيامة، ويوم البعث، ويوم الحشر، ويوم الدين، ويوم الحساب، والتصديق به سبب في رفعة الأخلاق وصدق التعامل مع الخلق، فالمسلم يتدبر في مآل أعماله، لأنه سيقف بين يدي الديان ويسأله عما قدم وأخر، وقد أمرنا ربنا سبحانه أن نقرأ في كل ركعة في صلاتنا:( مالك يوم الدين) لكي نستشعر أن لنا ربا وخالقا يحاسب عباده على ما قدموه في يوم القيامة.
وفي اليوم الآخر يظهر تمام عدل الله عز وجل عند حسابه لعباده فلا يذهب عمل أحد هباء، ولا يستوي من أطاع مع من عصى، قال عز وجل:( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون )
عباد الله: ولأهمية ذلك اليوم فقد وصف لنا ربنا تبارك وتعالى في القرآن الكريم بعض أحواله ليذكرنا فلا ننسى، قال سبحانه:( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم* يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد) وقال عز وجل:( فإذا جاءت الصاخة* يوم يفر المرء من أخيه* وأمه وأبيه*وصاحبته وبنيه* لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه) وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم ببعض أحوال الناس في ذلك اليوم فقال صلى الله عليه وسلم :« إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه، ويستره فيقول أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول نعم أى رب. حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال: سترتها عليك فى الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم. فيعطى كتاب حسناته، وأما الكافر والمنافقون فيقول الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين .
أيها المؤمنون: إن تذكر الآخرة يحرك القلوب، ويذكر النفوس، ويدفع الناس إلى حسن العمل وجميل الصنيع، فيبر الولد والديه، ويحسن الجار إلى جاره، ويؤدي الموظف أمانته، ويتقن العامل عمله، ويعطي رب العمل الحقوق إلى عماله، ويعطف الكبير على الصغير، ويطعم الغني الفقير، وكل ذلك طلبا لمرضاة الله تعالى، وخوفا من هول يوم القيامة، وقد بشر الله تعالى المحسنين في الدنيا، بالنجاة في الآخرة، لما قاموا به من فعل رشيد وقول سديد كان سببا في فوزهم يوم الوعيد، قال سبحانه وتعالى:( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا* إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا* إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا* فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا )
نعم؛ إن اليوم الآخر هو اليوم الذي تتقلب فيه القلوب، وتشتد فيه الكروب، فيستعد له المؤمنون بعد أن أبصروا حقيقة المآل، فشمروا عن سواعد الجد، يتضرعون ويسجدون، وعلى صلاتهم دائمون، وللزكاة فاعلون، وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم، ومن لقاء ربهم مشفقون، معرضين عن اللهو ، يحدوهم الخوف والأمل من يوم لا عبادة فيه ولا عمل، قال تعالى:( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار )
فهنيئا لمن استقام وتاب، واستعد ليوم الحساب، وسخر جوارحه في أعمال البر والإحسان،  لكي تكون شاهدة له بما كسب بين يدي الديان.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول, فيتبعون أحسنه، ووفقنا جميعا لطاعتك وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته، عملا بقولك:( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم،
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى, واعلموا أن النجاة تكون باتباع هدي الإسلام، وطهارة القلوب من الأحقاد والآثام، وحسن الخلق وطيب المعشر بين الناس، قال تعالى:( يوم لا ينفع مال ولا بنون* إلا من أتى الله بقلب سليم) وعن علي رضي الله عنه قال: ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل
عباد الله: إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى فيه بملائكته فقال  تعالى:(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا»
عباد الله ما من يوم جمعه الا وفيه ساعه اجابه ؟ادعو الله لعلها تكون هذه الساعه؟
اللهم إنا نسألك زيادة في الدين ، وبركة في العمر ، وصحة في الجسد ، وسعة في الرزق ،وتوبة قبل الموت ، وشهادة عند الموت ، ومغفرة بعد الموت ، وعفوا عند الحساب ، وأمانا من العذاب ، ونصيبا من الجنة ، وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم ، اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين واشفي مرضانا ومرضى المسليمين ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ارحم ابائنا وامهاتنا واغفر لهما وتجاوز عن سيئاتهما وادخلهم فسيح جناتك، والحقنا بهما يا رب العالمين ،وبارك اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، اللهم أغثنا برحمتك يا أرحم الراحمين .
( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )
عباد الله
 ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على وافر نعمه يزدكم .واقم الصلاة


0 التعليقات :

إرسال تعليق

تعليقاتكم تثرى الحوار

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المدونة ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)

√أمجاد ياعرب√

السلام عليكم إخواني الكرام اتمنى منكم مساندة المدونة بعمل اعجاب لصفحة الفيس بوك الخاصة بالمدونة ولا تنسو مشاركة المواضيع مع أصدقائكم والتعليق عليهاوشكرا