النيوليبرالية

ما هي النيوليبرالية؟
النيوليبرالية ترتكز على فكرة أن الليبرالية الكلاسيكية و سياسات السوق الحر لو تم فرضها بصورة شاملة في العالم سوف تؤدي إلى زيادة الرخاء فالعالم ، و ترفع من مستوى معيشة الفقراء إلى مستويات مقبولة. ولهذا تعرف النيوليبرالية أيضاً بالسوق الليبرالي (“الرأس مالي”) الدولي و تختلط باصطلاح اخر هو “العولمة”. النيوليبرالية صعد نجمها حين تم تبنيها من قبل العديد من المنظمات في واشنطن منذ  حوالي ثلاثة عقود. من بين هذه المنظمات: صندوق النقد الدولي (IMF) ، البنك الدولي، و وزارة المالية الأمريكية. فقد فرضت تلك المنظمات و غيرها شروط على الدول النامية الساعية للحصول على قروض. هذه الشروط، و التي عرفت ب-” توافق واشنطن” و تحديداً سياسات إعادة الهيكلة، هي عشرة (1):
(1) الإنضباط المالي: الحكومة لا يجب أن تصرف أكثر مما تحصد.
(2) إعادة توجيه الصرف العام من إتجاه الدعم و الإعانة تجاه استثمارات إيجابية تشجع على النمو و تجاه مشاريع تساعد الفقراء مثل التعليم و الصحة و البنية التحتية.
(3) إعادة هيكله النظام الضريبي عن طريق توسيع القاعده الضريبية و وضع ضرائب هامشية معتدلة.
(4) وضع نسب فائدة مبنية على معطيات السوق، تهدف إلى معدلات تضخم منخفضة، و إلى تخفيض العجز في ميزانيه التجارة الخارجية، و إلى وضع المعروض النقدي في السوق تحت السيطرة.
(5) وضع أسعار صرف و عملة تنافسية
(6) تحرير التجارة مع العالم الخارجي: فتح السوق الداخلي للسلع الخارجية و فرض سياسات تشجع الإستثمار الخارجي
(7) وضع تعريفة جمركية متجانسة و منخفضة
(8) إتباع سياسات الخصخصه
(9) تحرير السوق عن طريق إزالة القوانين التي تحد من المنافسة أو تصعب من دخول السوق
(10) ضمانات قانونية لحماية الملكية الخاصة
بغض النظر عن ما إذا كانت تلك الشروط مقبولة أم لا، النيوليبرالية انتقدت بشدة و لأسباب عديدة و جيدة. لأن هذه الشروط يتم فرضها على الدول القارضة، الناقدين للنيوليبرالية يتهمونها باستغلال و سخرة الشعوب الفقيرة والتأثير سلبا على قدرة الدول الفقيرة على تقرير مصيرها. أضف إلى ذلك، سياسات إعادة الهيكلة تفترض ان هناك حل واحد يناسب الجميع ولا تضع في الاعتبار أن الدول الفقيرة و النامية كل منها لها حالتها الخاصة. إضافةً إلى ذلك، هذه الشروط لا تتبعها الدول الغنية نفسها على نفسها. بإختصار، النيوليبرالية لها تاريخ و سجل غير نظيف و أنها سببت ضرر أكبر من نفعها. ولهذا فهي عادةً ما تلام على كل المشاكل في الدول الفقيرة و الساعية للنمو.
الليبرالية الكلاسيكية تعتنق أغلب الافكار المضمونة في الشروط العشرة، لكنها تختلف عنها إختلاف جذري في أن الليبراليين الكلاسيكيين يرون أنه لا يصح لأي جهة خارجية أن تفرض هذه الشروط على أي دولة، و التي بالتالي يجب أن تتخذ قرارتها في الوقت و بالصورة و بالقوة التي تجدها حكومة هذه الدولة أنسب لها و لمصالحها. إضافةً إلى هذا يرى الليبراليين الكلاسيكيين أن برنامج النيوليبرالية يضع الكثير في جعبة الحكومات، و هو ما يعترض مع ايمانهم بإن حلول مشاكل أي مجتمع تزيد حين يتولاها المجتمع المدني من مؤسسات و جمعيات و أفراد.المصدر:موقع ليبرالية

0 التعليقات :

إرسال تعليق

تعليقاتكم تثرى الحوار

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المدونة ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)

√أمجاد ياعرب√

السلام عليكم إخواني الكرام اتمنى منكم مساندة المدونة بعمل اعجاب لصفحة الفيس بوك الخاصة بالمدونة ولا تنسو مشاركة المواضيع مع أصدقائكم والتعليق عليهاوشكرا