سَلامٌ عَلى الإِسلامِ بَعدَ مُحَمَّدٍ لحافظ ابراهيم
سَلامٌ عَلى الإِسلامِ بَعدَ مُحَمَّدٍ سَلامٌ عَلى أَيّامِهِ النَضِراتِعَلى الدينِ وَالدُنيا عَلى العِلمِ وَالحِجا عَلى البِرِّ وَالتَقوى عَلى الحَسَناتِلَقَد كُنتُ أَخشى عادِيَ المَوتِ قَبلَهُ فَأَصبَحتُ أَخشى أَن تَطولَ حَياتيفَوالَهفي وَالقَبرُ بَيني وَبَينَهُ عَلى نَظرَةٍ مِن تِلكُمُ النَظَراتِوَقَفتُ عَلَيهِ حاسِرَ الرَأسِ خاشِعاً كَأَنّي حِيالَ القَبرِ في عَرَفاتِلَقَد جَهِلوا قَدرَ الإِمامِ فَأَودَعوا تَجاليدَهُ في موحِشٍ بِفَلاةِوَلَو ضَرَحوا بِالمَسجِدَينِ لَأَنزَلوا بِخَيرِ بِقاعِ الأَرضِ خَيرَ رُفاتِتَبارَكتَ هَذا الدينُ دينُ مُحَمَّدٍ أَيُترَكُ في الدُنيا بِغَيرِ حُماةِتَبارَكتَ هَذا عالِمُ الشَرقِ قَد قَضى وَلانَت قَناةُ الدينِ لِلغَمَزاتِزَرَعتَ لَنا زَرعاً فَأَخرَجَ شَطأَهُ وَبِنتُ وَلَمّا نَجتَنِ الثَمَراتِفَواهاً لَهُ أَلّا يُصيبَ مُوَفَّقاً يُشارِفُهُ وَالأَرضُ غَيرُ مَواتِمَدَدنا إِلى الأَعلامِ بَعدَكَ راحَنا فَرُدَّت إِلى أَعطافِنا صَفِراتِوَجالَت بِنا تَبغي سِواكَ عُيونُنا فَعُدنَ وَآثَرنَ العَمى شَرِقاتِوَآذَوكَ في ذاتِ الإِلَهِ وَأَنكَروا مَكانَكَ حَتّى سَوَّدوا الصَفَحاتِرَأَيتَ الأَذى في جانِبِ اللَهِ لَذَّةً وَرُحتَ وَلَم تَهمُم لَهُ بِشَكاةِلَقَد كُنتَ فيهِم كَوكَباً في غَياهِبٍ وَمَعرِفَةٍ في أَنفُسٍ نَكِراتِأَبَنتَ لَنا التَنزيلَ حُكماً وَحِكمَةً وَفَرَّقتَ بَينَ النورِ وَالظُلُماتِوَوَفَّقتَ بَينَ الدينِ وَالعِلمِ وَالحِجا فَأَطلَعتَ نوراً مِن ثَلاثِ جِهاتِوَقَفتَ لِهانوتو وَرينانَ وَقفَةً أَمَدَّكَ فيها الروحُ بِالنَفَحاتِوَخِفتَ مَقامَ اللَهِ في كُلِّ مَوقِفٍ فَخافَكَ أَهلُ الشَكِّ وَالنَزَغاتِوَكَم لَكَ في إِغفاءَةِ الفَجرِ يَقظَةٍ نَفَضتَ عَلَيها لَذَّةَ الهَجَعاتِوَوَلَّيتَ شَطرَ البَيتِ وَجهَكَ خالِياً تُناجي إِلَهُ البَيتِ في الخَلَواتِوَكَم لَيلَةٍ عانَدتَ في جَوفِها الكَرى وَنَبَّهتَ فيها صادِقَ العَزَماتِوَأَرصَدتَ لِلباغي عَلى دينِ أَحمَدٍ شَباةَ يَراعٍ ساحِرِ النَفَثاتِإِذا مَسَّ خَدَّ الطِرسِ فاضَ جَبينُهُ بِأَسطارِ نورٍ باهِرِ اللَمَعاتِكَأَنَّ قَرارَ الكَهرَباءِ بِشِقِّهِ يُريكَ سَناهُ أَيسَرُ اللَمَساتِفَيا سَنَةً مَرَّت بِأَعوادِ نَعشِهِ لَأَنتِ عَلَينا أَشأَمُ السَنَواتِحَطَمتِ لَنا سَيفاً وَعَطَّلتِ مِنبَراً وَأَذوَيتِ رَوضاً ناضِرَ الزَهَراتِوَأَطفَأتِ نِبراساً وَأَشعَلتِ أَنفُساً عَلى جَمَراتِ الحُزنِ مُنطَوِياتِرَأى في لَياليكِ المُنَجِّمُ ما رَأى فَأَنذَرَنا بِالوَيلِ وَالعَثَراتِوَنَبَّأَهُ عِلمُ النُجومِ بِحادِثٍ تَبيتُ لَهُ الأَبراجُ مُضطَرِباتِرَمى السَرَطانُ اللَيثَ وَاللَيثُ خادِرٌ وَرُبَّ ضَعيفٍ نافِذِ الرَمَياتِفَأَودى بِهِ خَتلاً فَمالَ إِلى الثَرى وَمالَت لَهُ الأَجرامُ مُنحَرِفاتِوَشاعَت تَعازي الشُهبِ بِاللَمحِ بَينَها عَنِ النَيِّرِ الهاوي إِلى الفَلَواتِمَشى نَعشُهُ يَختالُ عُجباً بِرَبِّهِ وَيَخطِرُ بَينَ اللَمسِ وَالقُبُلاتِتَكادُ الدُموعُ الجارِياتُ تُقِلُّهُ وَتَدفَعُهُ الأَنفاسُ مُستَعِراتِبَكى الشَرقُ فَاِرتَجَّت لَهُ الأَرضُ رَجَّةً وَضاقَت عُيونُ الكَونِ بِالعَبَراتِفَفي الهِندِ مَحزونٌ وَفي الصينِ جازِعٌ وَفي مِصرَ باكٍ دائِمُ الحَسَراتِوَفي الشَأمِ مَفجوعٌ وَفي الفُرسِ نادِبٌ وَفي تونُسٍ ما شِئتَ مِن زَفَراتِبَكى عالَمُ الإِسلامِ عالِمَ عَصرِهِ سِراجَ الدَياجي هادِمَ الشُبُهاتِمَلاذَ عَيايِلٍ ثِمالِ أَرامِلٍ غِياثَ ذَوي عُدمٍ إِمامَ هُداةِفَلا تَنصِبوا لِلناسِ تِمثالَ عَبدِهِ وَإِن كانَ ذِكرى حِكمَةٍ وَثَباتِفَإِنّي لَأَخشى أَن يَضِلّوا فَيُؤمِنوا إِلى نورِ هَذا الوَجهِ بِالسَجَداتِفَيا وَيحَ لِلشورى إِذا جَدَّ جِدُّها وَطاشَت بِها الآراءُ مُشتَجِراتِوَيا وَيحَ لِلفُتيا إِذا قيلَ مَن لَها وَيا وَيحَ لِشلخَيراتِ وَالصَدَقاتِبَكَينا عَلى فَردٍ وَإِنَّ بُكاءَنا عَلى أَنفُسٍ لِلَّهِ مُنقَطِعاتِتَعَهَّدَها فَضلُ الإِمامِ وَحاطَها بِإِحسانِهِ وَالدَهرُ غَيرُ مُواتيفَيا مَنزِلاً في عَينِ شَمسٍ أَظَلَّني وَأَرغَمَ حُسّادي وَغَمَّ عُداتيدَعائِمُهُ التَقوى وَآساسُهُ الهُدى وَفيهِ الأَيادي مَوضِعُ اللَبِناتِعَلَيكَ سَلامُ اللَهِ ما لَكَ موحِشاً عَبوسَ المَغاني مُقفِرَ العَرَصاتِلَقَد كُنتَ مَقصودَ الجَوانِبِ آهِلاً تَطوفُ بِكَ الآمالُ مُبتَهِلاتِمَثابَةَ أَرزاقٍ وَمَهبِطَ حِكمَةٍ وَمَطلَعَ أَنوارٍ وَكَنزَ عِظاتِ
المصدر:موقع بوابة الشعراء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المدونة ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)